قطوطة القطة الحائرة
قصص أطفال قبل النوم كما نعرف ان الأطفال يستمتعون بالاستماع إلى القصص الجميلة التي يقصها الأب أو الأم قبل النوم، وتمتاز هذه القصص بلمسة خاصة وبكونها نوعاً من الأدب الفني وتساعد الطفل في تنمية ذهنه وهذه القصص تكون مستوحات من الواقع أو الخيال، وتُعدّ هذه وسيلةً تعليميةً وتربوية ممتعةً للأطفال الصغار، تغرس فيهم قِيَماً أخلاقيّةً وتعليميّة، وتساعد على توسيع آفاقهم الفكرية، وتعزز من قدرتهم على التخيل والتصو، وسنذكر في هذا المقال قصة جميلة والممتعة للأطفال.كان يا ما كان في قديم الزمان كانت هناك قطةٌ لطيفةٌ وجميلة تدعى قطوطة، إلّا أنّها كانت لا تحبّ شكلها وكانت قطوطة تتذمّر من شكلها في كل مرّةٍ في تنظر فيها إلى المرآة، وكانت تقضي وقتها في مراقبة الحيوانات الأخرى ضنا منها أن الكل أفضل منها ، تارتاً تحلم أنّها تستطيع السباحة كالأسماك، وتارتاً تحلم أنّها تستطيع الطيران كالطيور، وتارتاً تحلم أنّها تستطيع الجري بسرعةٍ كالفهد في الغابات، وكانت مخيلاتها تلك تمنعها من إدراك ما تتميز به عن الحيونات الأخرى من نعم خصّها الله بها وحدها، وفي أحد الأيام كانت قطوطة تلعب قريباً من البحيرة الصغيرة، فرأت بعض البطّات التي تسبح في البحيرة، فتمنّت قطوطة لو أنّها قادرةً على السّباحة كالبطات الصغيرة، وحاولت ذلك إلّا أنّها لم تستطع أن تسبح ببراعت البط، فنفضت جسمها من الماء وسارت غاضبة تكمل طريقها نحو المنزل، فشاهدت قطيعاً من الخراف وأعجبها صوفها الكثيف وشكلها المستدير وتخيّلت جمال شكلها إن هي أصبحت خروفاً مثلهن، فأسرعت تبحث في البيت عن قطعة من الصوف، وما إن وجدتها حتى قامت بلف نفسها بالصوف وبدأت تمشي فرحة مع القطيع، ولكن هذا الصوف جعلها تشعر بالحرّ الشديد الذي لم تتمكن من احتماله، فحزنت وأزالت الصوف عن جسمها وأدرات قطوطة ظهرها عائدة إلى المنزل، حتى شاهدت أرنباً يقفز بمرحٍ ويتناول الجزر بشهيّة كبيرة، فتمنّت أن تصير أرنباً مثله، وعندما حاولت القفز مثل الأرنب لم تستطع فعل ذلك، فقررت أن تتناول الجزر مثله إذن، إلّا أنّ طعم الجزر لم يعجبها أبداً؛ فالقطط لا تحبُّ الجزر، فغضبة وهربت.
سارت القطة وهي حزينة في طريقها لا تدري ماذا تفعل، فقررت أن تجلس تحت شجرة لتستريح قليلاً، وأثناء جلوسها أرادت أن تتسلى فأخذت تموء بصوتها اللطيف وتصدر أنغاماً عدّة وجميلة، فمرّت عليها زرافة طويلة واقتربت منها وقالت لها: يا إلهي ما أجمل صوت موائك أيتها القطة الجميلة!
قالت الزرافة أتمنى لو أنني أمتلك حبالاً صوتيةً تمكنني من الغناء مثلك أيّتها القطة الجميلة، ابتسمت قطوطة وعلا صوت موائها من شدّة الفرح بما قالته لها الزرافة الطويلة، إلّا أنَّها سمعت صوت عجوز تنادي قائلة: أنقذوني فهرعت قطوطة بسرعة إلى مكان الصوت لتجد أفعى كبيرة تحاول لدغ العجوز التي بدورها لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فوثبت القطة الجميلة مسرعة ونالت من هذه الأفعى الشريرة بمخالبها الطويلة والقوية وأبعدتها عن العجوز المسنة، فرحت العجوز كثيراً وشكرت القطة على ما فعلته لأجلها، وطلبت العجوز من القطة أن تشكر الله على نعمة المخالب التي أنعمها بها، وبعد وقت ليس بقصير نظرت العجوز والقطة إلى الباب فرأتا سلحفاة كبيرة يبدو عليها التعب، فسألتاها ما خطبك أيتها السلحفاة؟
فأجابت السلحفاة بحزن: لقد سمعت صوتك أيتها الجدّة فأتيت مسرعة لأنقاذك من الخطرإلا أنني لم أستطع الوصول في الوقت المناسب لبطء حركتي ولحسن الحظ اتت القطة أسرع مني، فشكرت قطوطة الله على سرعة حركتها والنعم الأخرى في سرها، وقالت الجدّة:
هوني عليك يا سلحفاتي العزيزة فقطوطة الجميلة قد أنقذتني من الأفعى بما أنعم الله به عليها، وأنا متأكدة بأنني سأحتاج مساعدتك انت أيظاً يوماً ما، فلكل مخلوق منّا له وظيفة في هذه الحياة خلقه الله لأجلها، ومنحه ما يحتاجه للقيام بها، فلنشكر الله جميعاً ولنُذكّر بعضنا بمحاسن البعض دوماً، ابتسمت القطة والسلحفاة وقالتا بصوت واحد: نعم أيتّها الجدّة نحن محظوظتان بما خلقَنا الله عليه، ولن ننسى أن نشكره على نعمه بعد الآن، ثمّ عادتا إلى منزلهما سعيدتين وسارة قطوطة تعيش سعيدة.
أتمنى أن تنال القصة إعجابك وتكون إستفدت منها ولاتنسى مشاركتها مع أصدقائك ليستفيد الجميع وشكراً.